Om سقف مستعار
إن محمد الراشدي في مجموعته القصصية "احتضاري" شديد الحساسية تجاه موضوع القهر الذي يحيق بالكائن الإنساني لأسباب متنوعة وجودية واجتماعية وأخلاقية، وقد انتقى قصصه لتعكس صوراً من القهر وتعبِّر عنها. ودلالة ذلك كما رأينا تترامى إلى إنتاج دلالات فنية تحيل القهر من واقعة إلى نص، ومن وجود إلى معرفة. وهذا المغزى هو ما يرفع من القيمة الأدبية لأنه يجعلها متصلة بمدى من الوعي والفكر أبعد غوراً وأنهض بمهمة الاكتشاف للثقافة ومحاورتها ونقدها. ولهذا أقول إننا موعودون من محمد الراشدي، كما تنبئنا مجموعته هذه، بالكثير من غرر الإبداع السردي وألوانه ولآلئه التي ستبوئه مكانة تليق بأمثاله ممن يتقدون بالموهبة ويضيئون بشفافية روحهم الإنساني واتساع ثقافتهم. الناقد أ.د صالح زياد الغامدي شدّتني هذه المجموعة القصصية بما ضمته من نصوص تأخذ بزمام قارئها إلى عالم مشيّد بمداميك من لغة ذات مفردات مغناطيسية وتراكيب متونها فسيفساء دلالية متراصة تجتاح مساحة النص لتوغل في الحفر بين طبقاته والكشف عن دفائنه، أجواء الكآبة والموت والبؤس وشخصيات ملتقطة من الهامش مقتادة إلى المركز، وحشود من رؤى وأحلام وفنتازيا تحلّق في سماء اللحظة تلتقط نبضها بشفافية موغلة في سديم الداخل وأقبيته، متقرّية لتضاريس الخارج ونتوءاته، سطوحها مرايا وأغوارها قضايا. الناقد أ.د محمد صالح الشنطي
Visa mer