Om قلوب مطلوبة للعدالة
عرف العالم خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حركة توسعية استعمارية مدفوعة بحاجة الصناعة الناشئة إلى المواد الأولية وأسواق جديدة لتصريف فائض الإنتاج، وكذلك لضرورات اجتماعية ممثلة في التخلص من الفائض البشري ومشاكله من بطالة وفقر وتصديره نحو المستعمرات، وقد تم تبرير السياسة الإمبريالية بكونها حاملة الحضارة والتنوير ومبادئ الحرية والعدالة، لكن احتلال المستعمرات كشف الوجه القبيح للاستعمار الرامي إلى طمس الحضارة والهوية، واستعباد الإنسان والحجر واستغلال الثروات، ويعد الاستعمار الفرنسي لدول شمال إفريقيا نموذجا للإمبريالية الفرنسية واستغلالها لثروات الشعوب، إذ تعتبر سياسة الاستعمار الفرنسي للمغرب أكبر دليل على وجه الاستعمار القبيح. في ظل هذا الوضع، لم يكن أمام المغاربة إلا التوجه إلى الكفاح الوطني المسلح، حيث واجه الاستعمار مقاومة شرسة جسدت روح الوحدة الوطنية حيث شارك متطوعون من تخوم الصحراء ومختلف قبائل المغرب في الجبال والأرياف. إبراهيم أحد المقاومين المغاربة، في عينيه طيوف تمرد تصوغ الطريق نحو هدفها بقوة ويقين لتحرير الأرض والإنسان، قرر أن يسلك طريق رفاقه على بحر من الآلام وتحت أفق مشتعل بالنار، كانت رحلته طويلة ولا يعرف متى وكيف ستنتهي.. غادر ضيعته فجر يوم وحيدا؛ يقتفي آثار الحرية حاملا داخل صدره حبا عظيما لبلده ولكينونته. كانت زهرة زوجته قد أدركت تماما بعد زمن أنها رفيقته في الكفاح والمقاومة على اختلاف أوجهها، حيث خاضت غمار حياة اجتماعية صعبة في غيابه الطويل، بعد زمن أصبحت الزوجة الصبية أما لتتضاعف مسؤولياتها؛ وحيدة تحارب الظروف من أجل حياة كريمة لأطفالها في وطن مسلوب الحرية، إنهما أحد النماذج المغربية النابض قلبها بحب الهوية والوطن، ممن وقفوا جبارين في وجه الاستعمار والظلم والطغيان.
Visa mer